كيف تكون الشركات أكثر نجاحا في العام 2016؟
كيف تكون الشركات أكثر نجاحا في العام 2016؟
حاتم القواسمي*
لا شك أن معظم الشركات في العالم؛ لا بل في بلدنا تواجه تحديات عديدة وكبيرة.
ومن أهم هذه التحديات الاستمرارية في العمل؛ تحسين المنتج والخدمة؛ سعر بيع المنتج أو الخدمة في ظل المنافسة الشديدة سواء كانت المنافسة من داخل البلد أو من خارجه؛ كذلك تحقيق النمو المطلوب في المبيعات وغيرها من الأهداف الاستراتيجية التي تضمن استمرارية عمل الشركة وتنمية الأرباح التي تعود بالنفع على المالكين والمساهمين.
ولا بد من البدء بعرض وتحليل العوامل الداخلية والتي إن تمكنت الشركات من قراءتها جيدا والوقوف على أهميتها استطاعت أن تزيد من فرص نجاح الشركة وديمومتها.
وأهم عنصر من عناصر العوامل الداخلية هو الموارد البشرية.
على الشركات بناء استراتيجية واضحة وقابلة للتطبيق تتعلق بالموظفين والعاملين لديها.
ولا بد من الاعتماد على سياسة تعيين الموظفين والمفاضلة بينهم على أساس معيار الكفاءة ومن ثم استخدام أدوات التقييم لأداء الموظفين وتحديد المهام والأهداف لكل موظف خلال العام بشكل دوري والعمل على تقييم أداء الموظف ومدى تحقيق الأهداف المتفق عليها خلال السنة ليتم قياس نسبة انجاز الأهداف الموضوعة من أجل التغلب على هذه التحديات أو السيطرة عليها وتذليلها بما يخدم مصلحة الشركة فإنه علينا معرفة أهم العوامل التي تؤثر على هذه التحديات وفهمها وتحليلها ومن ثم تطويرها لتصبح فرصًا تزيد من قدرة الشركات على النجاح والتمييز وتزيد من فرص استمراريتها وتطورها في الأعمال.
ويجب تقسيم تلك العوامل إلى قسمين؛ عوامل داخلية؛ مثل نوعية الموظفين ودرجة تأهيلهم وتدريبهم المهني ومدى ولائهم للشركة التي يعملون بها والقسم الآخر هي عوامل خارجية مثل المنافسين والقوانين والتشريعات وغيرها. إن التركيز على تنمية وتطوير الكوادر البشرية يعتبر أكبر استثمار تقوم به الشركات وقد يكون أهم من حجم رأس مال الشركة المستثمر أو طبيعة نشاطها.
وبالتالي على الشركات أن تقوم بوضع خطة مستمرة لتطوير أداء موظفيها وزيادة الولاء للشركة بحيث لا يكون الحافز للعمل فقط هو العائد المادي وإنما يتطلب الأمر التأكيد على أن العلاقة بين الشركة والموظف هي ليست علاقة استخدام بل هي علاقة إنجاز فالشركة تدفع للموظف مقابل إنجازه وعمله وليس فقط مقابل وظيفته وهذا مفهوم علينا أن نبدأ بتطبيقه في مؤسساتنا.
ومن الأمور المهمة والمرتبطة بالموارد البشرية التي سوف تساهم بزيادة نجاح الشركات وانتاجيتهم بفاعلية هي وضع خطة لتدريب الموظفين وتنمية المهارات لديهم.
وكلما استثمرت الشركات في تدريب الموظفين العاملين لديها كلما انعكس ذلك إيجابيا على مهارات الموظفين واحترامهم لبعضهم بعضا ورفع مستوى التعاون بينهم خاصة إذا كان هنالك تركيز على ضرورة العمل كفريق واحد.
ومن واقع خبراتنا اليومية في التعامل مع الموظفين والشركات نرى ضرورة قيام إدارة الشركات بفتح قنوات الاتصال مع الموظفين بغض النظر عن سلمهم الوظيفي وأن تكون قنوات الاتصال واضحة وصادقة حيث تؤدي إلى زيادة ثقة الموظفين بالشركة، وقد أظهرت الدراسات أن 80 % من المشاكل التي يقع فيها الناس ناتجة عن سوء أو قلة التواصل فيما بينها.
إن جميع أهداف الشركة يجب أن تكون واضحة وقابلة للتحقيق وأن يتم إيصال هذه الأهداف إلى جميع العاملين لتشكل حافزا مهما نحو تحقيقها.
ومن الجدير ذكره ضرورة أن تتضمن الشركة أهدافا متعلقة بتطوير الموارد البشرية والاعتماد عليها والتي ستصبح المشعل الذي ينير طريق الموظفين لتحقيق أهداف الشركة.
* رئيس جمعية المحاسبين القانونيين الأردنيين رئيس اتحاد المحاسبين والمراجعين العرب
Powered by: joos.co
© جميع حقوق النشر محفوظة لجريدة الغد 2016